حفل افتتاح مهرجان صلاله السياحي كان جميلا ولكنه لم يكن مبهرا أو مفاجئا كما تحدث عنه بعض المعنين مباشرة بالإعداد والتنظيم له ؛ قد تكون كلفة حفل الافتتاح هي المفاجأة وحديث الشارع هذه الأيام .فقبل انطلاق المهرجان كانت الكلفة التي قدرت بحوالي مليون ريال (مليونين وستمائة ألف دولار) مجرد حديث هامس خلف أبواب مكاتب البلدية وفي الجلسات الخاصة للمعنيين والمقربين من مصادر صناعة القرار في بلدية ظفار ومهرجان صلاله السياحي.لكن هذا الحديث الهامس خرج مدويا إلى الشارع وصارت تفاصيله الدقيقة معروفة للكثيرين وهذا يعني أمران الأول : شأن خاص بالبلدية والمنظمين ويتعلق بتسريب تلك المعلومة والثاني يتعلق بنا كمواطنين في أطار الشفافية فمن حقنا إن نعرف القصة الحقيقية لهذا الصرف حيث أولويات تنموية عديدة في انتظار مثل هذا المبلغ عشرات السنين إذا قلنا إن كلف حفلات الافتتاح لمهرجان صلاله في السنوات الماضية كان مقبولا وفي النهاية تلك أموال عامة للجميع حق فيها .والمسألة تحتمل الجدل ومن الطبيعي أن يدافع المنظمون عن كلف تلك المصاريف إذا استخدموا لغة المقارنات الخارجية ولكننا كمتابعين لحفلات افتتاح مهرجان صلاله السياحي لسنوات طويلة نعرف بأن البلدية نفذت حفلات افتتاح فعلا مبهرة ولا تزال راسخة في أذهاننا من حيث الأفكار العامة والأشعار واللوحات والألحان التي لا تزال الألسن ترددها رغم مضى سنوات طويلة على تلك الافتتاحات وفي النهاية كانت كلفها المالية بسيطة بل ومتواضعة مقارنة بكلفة هذا العام .لاشك بأن حفل الافتتاح بذل فيه جهدا كبيرا في الإعداد والتحضير والتنفيذ فالأعداد المشاركة كبيرة ؛ وقد لا نقف كثيرا عند الكلفة إذا كان الحفل حمل صفة الإبهار التي تحدث عنها أكثر من مسؤول في التنظيم .فمن تابع إعادة حفل الافتتاح على التلفزيون العماني لن يستعصى عليه الأخطاء التي حصلت وكان من المفترض إلا تقع خاصة وأن التدريبات الجماعية على الأداء وعلى نقل الحفل تلفزيونيا تم قبل العرض ولكن حصلت أخطاء كبيرة في الإضاءة وفي بعض اللوحات وكان لحن لوحة أو أكثر اقرب إلى " الشعبوليات " نسبة إلى شعبان عبد الرحيم .فقد اضطر من يقف خلف الإخراج التلفزيوني للحفل إلى الاعتماد وبشكل مستمر على اللقطات العامة والبعيدة لتفادي مشكلة الإضاءة التي أظهرت بعض اللقطات وكأنها صور سلبية رغم إن الحفل منقول بسبع كاميرات تلفزيونية وهذا يعني سبع زوايا مختلفة ووفر له إمكانات فنية لأول مرة يتم استخدامها في صلاله ثم ما قصة دخول السفينة وما دورها في ذلك الدخول ؟ .قد تكون عناصر العرض معروفه لدى المتابع المحلي ولكنها حتما تستعصي على المتفرج القادم أو المتابع من مناطق آخري داخل السلطنة فما بالكم بالآخرين خارج حدودنا فمجموعة الأفكار التي تعبر عنها اللوحات لم تكن برأينا متسقة في نسق منطقي يقدم للمتفرج أو المشاهد تلك الأفكار بوضوح .وحتى لا نقف كثيرا عند حفل الافتتاح نود إن نشير هنا إلى ملاحظات تتكرر سنويا دون أن نرى تغيرا يذكر صحيح إن البلدية تقوم بدور ملئ الفارغ في هذه المنطقة السياحة الهامة ولكن إلى متى نستمر في الصرف على كل الفعاليات تقريبا لماذا لانفكر بطرق استثمارية أكثر فعالية وتوفر على البلدية مبالغ طائلة بل تجلب لها موارد جيدة يمكن تنميتها عاما بعد آخر .مثلا الحفلات الفنية هل من المعوق أن تحصل محطات تلفزيونية فضائية على الحق الحصري لنقل الحفلات لمجرد قناعة بعض المسؤولين عن المهرجان بأنها تروج للسياحة من خلال نقلها الحصري وفوق ذلك تعطى مبالغ كبيرة جدا بل وتساوم البلدية على مبالغ إضافة ولا تبث مشاركة الفنانين العمانيين في تلك الحفلات .هل من المعقول إن تدفع مبالغ كبيرة جدا مقابل فعاليات مسرح الطفل لماذا لا يكون العكس في كثير من الفعاليات التي أصبحت مصدر غنى نتيجة كرم البلدية!!!!
الكاتب : محاد بن أحمد المعشني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق